آراء وتحاليل

بقلم بلقاسم مالك.. رسالة وداع لبوتفليقة

مناضلا فمجاهدا فوزيرا هكذا دخلت ساحة الشرف لخدمة الجزائر بلدك الذي طالما تمنيت ان تكون في مصاف الدول الكبرى

عرفناك قائدا للديبلوماسية الجزائرية فرفعت راية وطنك و ساندت الحركات التحررية و ما وطئت قدمك بلدا من البلدان إلى كرجل سلام و وئام إلا كرجل مدافع شرس عن الديمقراطية و حق الشعوب في تقرير مصيرها
عبد العزيز بوتفليقة يا من نصرت يوما ياسر عرفات و بلغته مرتبة عالية بين الامم و اوصلت صوته و من خلفه كل الفلسطنيين الأشقاء للعالم بأسره في جمعية الامم المتحدة
عبد العزيز بوتفليقة يا من طردت نظام الابارتيد في جنوب افريقيا و نصرت مانديلا و رفقائه يا صديق الزعماء و عظماء التاريخ و رفعت راية الجزائر بهذه المواقف ستجد يوما من ينصرك و يعيد لك حقك و اعتبارك لا محالة
عبد العزيز بوتفليقة يا من كنت خير سند للرئيس الراحل هواري بومدين و أعنته على قرارات تاريخية كتأميم المحروقات و دعم الشعب المصري الشقيق ضد الكيان الصهيوني الغاشم و كنت شريكا أساسيا في مواقف عززت السيادة الوطنية أنذاك ، نحن لن ننسى لك هذا و لن تكون ذاكرتنا قصيرة و من دون شك سنؤرخ لهذا فلا يمكننا إلا أن ننصفك
عبد العزيز بوتفليقة يا من قطعت الصور التي كنت فيها يوما و شوهت صورتك لمنعك من الوصول للرئاسة غلا و حقدا و هاجرت من الجزائر مظلوما و عدت إليها بعد ان عاث فيها فسادا و دمارا و قتلا و خطفا و تدميرا من طردك بالأمس وأبيت إلا ان تلبي نداء الوطن ناسيا كل ما أصابك منهم مغلبا مصلحة الجزائر فوق الإعتبارات الشخصية
عبد العزيز بوتفليقة يا من حقنت الدماء و اعدت السلم و السلام و كرست المصالحة الوطنية يا من جمعت الشتات و الفراق يامن ارجعت الوحدة الوطنية و تسامحت مع من أذلك بالأمس ، يا من كرست وقتك و جهدك و صحتك لمعركة البناء و التشييد و قدت ملحمة الإنجاز و حفظت السيادة و خلصت البلاد من المديونية الخارجية و ارجعت قيمة الجزائر في المحافل الدولية
يا من كفكفت دموع الارامل و اليتامى و يا من نزع فتيل الفتنة من الجزائريين و من أحيى نفسا فكأنما أحيى الناس جميعا سنذكرك بكل خير
عبد العزيز بوتفليقة الكل اليوم يزكي و يثمن و يحيي المؤسسة العسكرية في الجزائر لكن يتناسون أنك وفرت لهذه المؤسسة المناخ السياسي الملائم و الاستقرار اللازم طيلة عشرين سنة فعززت من قواها و احترافيتها و رصدت لها كل الإمكانيات و فككت مراكز القوى داخلها التي كانت تستغلها في امور غير دستورية و قضيت على البوليس السياسي داخلها الذي دمر البلاد في عشرية سوداء نعم الكل يجحد هذا و هذا اجحاف في حقك فأنت من جعل من هاته المؤسسة صرحا دستوريا و وطنيا يمثل اليوم صمام امان الدولة الجزائرية بعدك

نحن لم نتصور يوما ان هناك قوى غير دستورية تسير البلاد باسم الرئيس من منطلق اننا كنا على يقين ان هناك رجال دولة في الجيش و الأسلاك الأمنية و المؤسسات الدستورية المدنية وطنيين محيطين بالرئيس لن يسمحوا بهذا فوثقنا بكم و لما كان قرار الإستمرارية مشروع دولة توافقتم عليه جميعا ساندناكم خدمة للدولة و صالحها العام أما انكم ظهرتم علينا مؤخرا تقولون بأن الرئيس كان يحكم باسمه فنحن اليوم ضحية سكوتكم عن الحق و تستركم ، و الرئيس راح ضحية خوفكم على مصالحكم و لن نثق فيكم بعد اليوم

عبد العزيز بوتفليقة ساندتك و دعمتك و لن اندم على هذا يوما سيدي الرئيس و تعتبر مرجعية سياسية بالنسبة لي حفظك الله و رعاك و نسأل المولى عز و جل ان يشفيك و من واجبنا اليوم و انت مريض ان نكون معك فقد وقفت مع الجزائر يوم كانت مريضة

#مالك_بلقاسم_أيوب

مقالات ذات صلة

إغلاق