آراء وتحاليل
صرخة وطن
سلمية سلمية… حضارية حضارية…هكذا اختار أحرار الجزائر أن يصدحوا باصواتهم في شوارع بلد يتوق للانعتاق.و يسعى شعبه للتحرر من تبعات حقبة كاملة، ذُبحت الديمقراطية على عتبات سنينها العجاف.
على قلب رجل واحد، لبى الملايين نداء الكرامة ، ليصنعوا قبل الربيع ،ربيعا جزائريا خالصا لا تشبهه باقي الفصول، ربيع بكل ألوان الأحلام التي تأجلت اعمارا و أجيالا، فانتشلوها من تحت انقاض الرهبة و اليأس بعد ان نجحوا في اسقاط جدار الخوف.
ناد مناد من تقرت، فجاءه الصدى من وهران والعاصمة و بجاية و قسنطينة ، و انتفضت عنابة و تيارت و تيبازة، و خرج أحرار سطيف و تيزي وزو و غرداية ، و صاحت تمنراست وأدرار و ورقلة ، ألا صوت اليوم يعلو فوق صوت الشعب…شعب ترفع على كل التصنيفات و تمرد على كل انتماء حزبي أو طائفي, لا شيء غيرالانتماء للوطن…
في زاوية اخرى من الصورة ، يتربص الحاقدون ، أعداء الحياة ، بكل حركة تفضح خيانتهم و يحاولون قطع كل صيحة تعري جبنهم ، فصاحوا أن احذروا … اننا نشم رائحة الدم و نستحضر صورة سوريا و ليبيا و العراق، ليأتي الجواب اليقين من طلبة تقدموا المسيرات و محامين هبوا للدفاع عن عدالة مسلوبة و صحافيين أعلنوها، من ساحة حريتهم ، أن لسنا نرضى أن نكون شهود زور… و اكتمل المشهد بملحمة الشعب و البوليسية خاوة خاوة، تعلوها زغاريد حرات الجزائر.
عرابو الموت، و اكلوا الكاشير و عباد الصور و، أرادوا السخرية من حراك شعب كسر قيده ، فاندسوا و وسوسوا و حاولوا اختراق صف ، وجدوه متينا ، ليجهضوا الحلم ساعة ميلاده ، لكنها ظلت كما أرادها كل حر… بدأت بورد و انتهت بورد و حلوى و سكر.
بقلم عقيلة بوزيان