وطني

عدلان ملاح في خطر !

زوجة الصحفي السجين عدلان ملاح تنقل صرخته من داخل السجن

زرت اليوم الخميس 10 جانفي 2019 زوجي عدلان ملاح داخل سجن الحراش في موعد الزيارة الدوري، وقد كانت صدمتي كبيرة من الانهيار الصحي الذي وجدته عليه بسبب الإضراب عن الطعام الذي تجاوز يومه 16 للمطالبة بحقه في محاكمة عادلة، مما أثر على صحته وأصبح يشكل خطرا حقيقيا على حياته أكثر من أي وقت مضى. لقد هالني الوضع الصحي لزوجي وسط هذا الصمت المطبق للمسؤولين بعيدا عن حقوق الانسان التي يكفلها الدستور لكل مواطن.
هذا الوضع الصحي الخطير الذي وقفت عليه اليوم أقرته الطبيبة المختصة التي عاينت زوجي، ووجدته في حالة يرثى لها، فهو عاجز حاليا على تحريك رجله ويده اليسرى بسبب حالة تشبه مقدمات الشلل النصفي، كما يعاني زوجي بإقرار أيضا من نفس الطبيبة من إلتهاب حاد على مستوى العينين بسبب الأضواء المشتعلة في زنزانته ليلا ونهارا، وهو ما لاحظته من علامات انتفاخ على عينيه خلال زيارتي له اليوم.
وبقدر الإنهيار الجسماني والصحي الذي وجدت عليه زوجي بقدر العزيمة والإصرار الذي أبداه لي في مواصلة إضرابه عن الطعام للمطالبة بحقه في محاكمة عادلة يحضى فيها بحقوقه القانونية بعيدا عن الاعتبارات السياسية أوجدته داخل السجن، ويقول زوجي أنه لا يقوم بذلك استجداء للعطف من أحد ولا يريد منة من أحد ولا يتسول العفو على جرم لم يرتكبه، إنما يضرب عن الطعام للمطالبة بحقه القانوني الذي حرم منه، والذي يتمثل في محاكمة عادلة يسمح فيها للمحامين بالمرافعة واستجلاء حقيقة التعسف الذي يخضع له موكلهم انتقاما من مواقفه السياسية التي أزعجت البعض فلم يجدوا سوى التعسف القانوني والقضائي والتضحية بدولة الحق والقانون في سبيل اسكات الأصوات المنتقدة وكتم أنفاس صحفي يمارس حقه في الانتقاد وفقا للدستور وقوانين الجمهورية.
ورغم الوضع الصحي الكارثي الذي وصله زوجي وحرقة قلبه على عائلته وزوجته وابنه الذي لم يشبع من إحتضانه في الأشهر الأخيرة إلا أن زوجي يحمل داخل جسدته المريض جبلا من الإصرار والعزيمة ومستعد للموت على هذا الموقف من أجل استرجاع حقه في المحاكمة العادلة.
وفِي الأخير أرفع هذا النداء لكل منظمات حقوق الإنسان وزملاء والمهنة والنخبة المثقفة ورجال القانون والشرفاء في كل مكان، أن ينقذوا زوجي من الموت المحقق اذا ما استمر اصراره على الإضراب عن الطعام، وندائي الأهم الى السيد رئيس الجمهورية أن يفتح تحقيقا عاجلا في التعسف القضائي الذي يتعرض له زوجي وهو التعسف الذي يضرب عرض الحائط كل توصيات وتوجيهات ورسائل رئيس الجمهورية الذي يصر في كل مرة على منع سجن الصحفيين لكن تعليمات الرئيس لحد الآن في واد والواقع في واد آخر.
ويرفع عدلان ملاح من سجنه آيات العرفان والشكر للشعب الجزائري المتضامن معه والشرفاء في كل مكان الذين يساندونه ويقفون في وجه الظلم دفاعا عن دولة الحق والقانون التي نحلم بها جميعا.

زوجة الصحفي المسجون عدلان ملاح
الخميس 10 جانفي 2019

مقالات ذات صلة

إغلاق