الأرشيفوطني

ربيع القرآن والإيمان بدار الربيع بن حبيب

تم يوم الجمعة الفارط احتفال السنوي باختتام السنة الدراسية لدار القرآن الكريم الإمام الربيع بن حبيب والتابع للمسجد العتيق الاباضي بالعاصمة، وفي السياق تمّ إجراء نهائي مسابقة وسام التلاوة والقارئ الصغير في طبعتها العاشرة، وقع هذا في أجواء رمضانية روحانية واحتفالية متميزة حضرها ممثلو الهيئات العرفية التابعة لواد مزاب والجمعيات الفاعلة بالجزائر وكان لجمعية الشيخ أطفيش العريقة تمثيل في حضور الأستاذ عبد الحميد باعماره، وحضرت بعض الشخصيات من المجتمع المدني منهم الدكتور أحمد بيوض مستشار لدى الحكومة ، ومدير الثقافة والتربية والرياضة لبلدية الجزائر الوسطى.
هذا وقد شهد حفل القرآن والعلوم نجاحا ملفتا حيث أبدع الطاقم الملتف حول مدير الدار في الاحتفال وتكريم البراعم وطلبته والضيوف،من الدروع والأوسمة إلى باقات الورود ، ليستمتع الكلّ في ذلكم الفضاء الربّاني والذي كانت بدايته بعد صلاة الجمعة إلى ساعة بعد العصر، ولعله الاستثناء والتميّز في الحصاد النوعي والتحدي هو الذي شدّ الحضور للمتابعة إلى آخر دقيقة ، وكيف لا يجذبك نشاط ديني تربوي نوعي وفي حضور نخبوي. ناهيك إذا تأملنا في عمُر دار القرآن وهي التي تستعد للاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيسها في خجل ذات يوم من سنة 2007 في ظروف أقل ما يقال عنها أنها عويصة. ولكن توفيق الله وإرادة الرجال والطاقم التربوي الذي احتضن المركب آنذاك وعلى رأسهم المرحوم “أب المشروع” الأستاذ الحاج إبراهيم باباواسماعيل كانت أقوى ، ولم يأت تميز طلبة دار القرآن هذه الجمعة من العدم حيث اجتمعت عوامل كثيرة لهذا النجاح منها الرصيد الحافل بتضحيات الرجال الأشاوس والزخم الموروث من الأجداد الذين مرّوا من هناك وتركوا بصمات وحضورا ومشاهد ناطقة فلو نطقت تلك العرصات الشامخة في فضاء هذا العتيق لألّفت موسوعات في البرّ وفعل الخيرات، فإنّ الأمة التي ينقطع حاضرها عن ماضيها، تتقطّع فيها أوصال الحياة، هكذا ثبت عبر الزمن والأوقات، وإن الشعوب إذا أرادت لا تتقهقر، وإذا عزمت لا تتّكل، وإذا تقدّمت لا تحجم.. هكذا كان ميلاد دار القرآن الكريم الربيع بن حبيب والجاثمة بمعلم أسّس في العهد العثماني ،وكان الجامع العريق وبمساحة صغيرة تتحدّى المكان وتسافر عبر الزمن لتجلب إليه من التقنيات والأفكار المعاصرة كي تصنع منه مركّبا دينيا تربويا فضلا على أنه صرحا ثقافيا مواكبا ومتحدّيا..
وسام القارئ لهذه الطبعة كان من نصيب التلميذة “كوثر بنت جابر بلعديس” الثالثة إبتدائي إذ تمكنت بسلاسة وتفوق من اجتياز اختبار لجنة التحكيم والمتكونة من الخطاط الحجة الدكتور محمد بن سعيد شريفي والشيخ عماره قسوم والأستاذ السعودي منير، وبالمناسبة نذكر أنه تم إعادة تكريم الحاصلين على وسام التلاوة للسنوات السابقة.
من بين أهداف تأسيس دار القرآن الكريم الربيع بن حبيب: تحفيظ القرآن الكريم بأحكام التجويد والاعتناء بالتربية الإيمانية وترسيخ القيم الأخلاقية، وغرس حبّ الوطن وقيم التسامح في الناشئة.
رغم ضيق المكان إلا أن آفاق المشرفين على المركب القرآني كانت طموحة حيث يسعون إلى إنشاء قسم الإجازة في القريب العاجل وتوسيع قاعات الدراسة.
كما لا يمكن أن نهمل جانبا أساسيا مكمّلا لعملية التعليم والتربية وهو النشاط الرياضي إذ حصدت دار القرآن على أوسمة وجوائز في رياضة الكاراتي دو، وكان لها حضور في المسابقات المحلية.

[images_grid auto_slide=”no” auto_duration=”1″ cols=”three” lightbox=”yes” source=”media: 881,879,878,877,876,875,874,873,872,870″][/images_grid]

 س/ أبوربيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق