الجزائر / مصطفى أمين
لا يزال الجدل قائم حول رفض لجنة الدراسات و البحث للفيلم التاريخي للشهيد العربي بن مهيدي لمخرجه بشير درايس يثير موجة سخط و غضب في الشارع الجزائري ، أين صرح جمال الدين ميعادي مدير المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية في مراسلة له للمخرج أن اللجنة تملك العديد من التحفظات و بالتالي عدم عرض و استغلال الفيلم و حسب درايس أن التحفظات التي قصد بها هي المشاهد التي أبرز فيها الخلافات الحاصلة بين قادة الثورة و التي قيل له أنه لا تتطابق مع الحقيقة.
درايس : فيلم بن مهيدي يتطابق مع الحقيقة 200 بالمائة
من جهة أخرى أكد القائم الأول على الفيلم بشير درايس أن الفيلم يتطابق مع الأحداث التاريخية 200% و لا توجد أي مزايدات حيث قال درايس أنه صور بن مهيدي الرجل السياسي مصدوما من موقف وزارة المجاهدين التي ساهمت في انتاج الفيلم ب 28% فقط ، و أضاف المخرج أن انتاج الفيلم تطلب خمس سنوات من العمل بعد جمع شهادات و بحوث تاريخية و أرشيف لم يسبق و أن تحصل عليه أحد و أنه عرض الفيلم على العديد من المؤرخين أكدوا مطابقته مع أحداث الثورة ، فاتحا النار على مؤرخي وزارة المجاهدين حيث قال أنه لو أعتمد على أقوالهم سأعيد كل الفيلم بلومهم له عن سبب تطرقه لخلافات التي كانت بين قادة الثورة مستغربا من ذلك كون هذه الخلافات يعرفها العام و الخاص، و استفسر ممثلي اللجنة على عدم وجود مشاهد الحرب أين برر درايس أن بن مهيدي رجل سياسي و أنا قمت بفيلم سياسي ، غير مستبعدا للجوءه للعدالة لحل الأزمة مطمئنا الجمهور بأن الفيلم سيعرض مهما كلف الأمر .
شربت قهوة مع عبد الناصر حسبت روحك زعيم !!!
و في تسريب لأحد المشاهد التي أظهرت خلاف حاد بين العربي بن مهيدي و بن بلة الذي اتهمه بن مهيدي في الفيلم أنه لم يرسل أي رصاصة متسائلا جدوى وجوده بالقاهرة معبرا عن امتعاضه منه حين قال له في المشهد ” هل تعتبر نفسك زعيم بشربك قهوة مع جمال عبد الناصر ؟ “، ” هل أنت سعيد بالعملية التي قمت بها في وهران – هجوم على بريد وهران- التي أرجعتك بطل ؟” .
من خلاف مع وزارة الثقافة إلى خلاف مع وزارة المجاهدين ؟
ليست المرة الأولى التي يقع فيها درايس على خلافات بسبب فيلم العربي بن مهيدي ، فقد خاض المنتج بشير درايس حروبا كبيرة مع وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي للحصول على مبلغ الدعم المالي لإنتاج الفيلم، ما أخّر انطلاق تصويره لعدة سنوات، قبل أن تقرر وزارة الثقافة أن تسلمه تعهدا موثقا يتضمن تخصيص مبلغ قدره 2 مليون و300 ألف أورو، وهي نسبة خمسين بالمائة من إنتاج الفيلم رغم ذلك لم يكن الحل نهائي و تواصلت العراقيل إلى عهد الوزير الحالي عزالدين ميهوبي أين صرح درايس لأحد المواقع أن ميهوبي قال له أنه توجد عدة جهات ترفض استمرار الفيلم و في هذه فترات التوقف كان يستغلها درايس لمواصلة بحوثه حول سيرة الشهيد البطل .
خالد بن عيسى من وزير أول إلى شهيد ..
خالد بن عيسى مجسد دور الوزير الأول الثوري في فيلم “الوهراني” لمخرجه إلياس سالم و الذي تحصل على جائزة أحسن ممثل ضمن الدورة الـ25 لأيام قرطاج السينمائية بعد نجاحه بهذا الدور كما لعب عدة أدوار أخرى كصيدلي العشرية السوداء بفيلم “التائب” و غيرها من الأفلام الثورية التي أغلبها أثارت جدلا واسعا بالجزائر قبل أن يتم عرضها هو الآن صاحب الدور الرئيسي بالفيلم بتجسيده لدور الشهيد الرمز .
اخفاء للحقيقة أم تغيير للتاريخ ؟
” الوهراني ” فيلم يحكي حول مسيرة مجاهدين اعتادوا السهر في حانة أثناء الثورة أحدهم أصبح وزير الأول غداة الإستقلال – الذي لعب دوره نفس الممثل الذي سيجسد العربي بن مهيدي – و الآخر يمتلك أكبر ملهى ليلي بوهران مما اعتبرته منظمات تاريخية إهانة و مساس بمقومات الثورة و حصلت عدة مناوشات خلال عرضه أين برر مخرجه إلياس سالم أن الشخصيتين تدخل ضمن الخيال و ليس تجسيد لشخصيات موجودة، في حين بررت جهات أخرى أن الفيلم يهاجم مباشرة الثوريين الذين استولوا على المناصب العليا بالبلد و أصحاب الحانات و المقاهي الذين تحصلوا عليها بما يسمى ب ” ليسانس مجاهد ” فور الإستقلال ، لكن في الأخير عرض الفيلم رغم الجو المشحون بفرنسا و الجزائر ،
هل الأطراف التي تسعى لإيقاف الفيلم هي نفس الجهات التي سعت لتوقيف عرض فيلم الوهراني أو أنه ردع لمن يريد تطرق للخلافات التي حدثت خلال حرب 8 سنوات ؟
ما هو مصير العربي بن مهيدي ؟
الظاهر أن الفيلم يحمل العديد من المشاهد التي أبرزت الخلافات الواضحة بين قادة الثورة التي بسببها تريد الوزارة فرض الرقابة على الفيلم فهل يا ترى سينجح بشير درايس بعرض الفيلم كاملا دون تدخل المقص ؟
