آراء وتحاليلهكذا أفكر

الجزائر في عيون الراعي الذي كان يحلم بالإيليزيه! .. بقلم فضيل بومالة

تساؤلات/فرنسالجزائر.
الجزائر في عيون الراعي الذي كان يحلم بالاليزيه!
بقلم فضيل بومالة

ثلاثي الجيش والإسلاميين والهجرة غير الشرعية في الجزائر وانعكاساته على الداخل الفرنسي ومصالحها الاقليمية هو محور المساءلة التي تقدم بها منذ أيام جان لاسال النائب بالجمعية الوطنية الفرنسية ومرشح الرئاسة السابق وصاحب كتاب “راعي بالاليزيه”.
التساؤل الاول يخص سؤاله حول الجزائر وتدخله الواضح في شؤون الجزائر أو ما أسماه ب”الاخت” أي أن الجزائر صارت،في تقديره، أخت فرنسا.
التساؤل الثاني حول عودته لفوز الجبهة الإسلامية في انتخابات 1991 و انقلاب الجيش عليها. ما الهدف من هذا التذكير على صحته؟ وما الذي قصده بالقول إن هنالك اتفاقا بين بوتفليقة والجيش في مسألة استرجاع الجيش لمقاليد الحكم بعد رحيل بوتفليقة وهو المتأرجح بين الحياة والموت؟ وكأن الجيش كان بعيدا عن الحكم طيلة عهدات بوتفليقة منذ 1999.
التساؤل الثالث يعنى بخلفية مقارنته التاريخية المختزلة بين قوات الجزائر المسلحة على أيام ابن بلة-بومدين واليوم مرورا بمرحلة الانقلاب العسكري سنة 1992. هل المقارنة تلك كانت تمهيدا لاطروحة اختراق الجماعات الإسلامية “السلفية” لدوائر الجيش الجزائري؟ أم هي عودة لمطلع التسعينيات والحديث عن “أسلمة الجيش” واختراق جبهة الإنقاذ آنذاك لمختلف أسلاك الجيش واستمالة مختلف الرتب العسكرية كما تم “اختراق ” نقابة العمال الاسلامية مختلف مؤسسات القطاع العام ؟ هل يريد لاسال أن يعيدنا إلى ثنائية الجيش-الفيس أو يبرر لما يمكن أن يحدث من “تصفيات” داخل القوات المسلحة بدعوى اختراقها من قبل السلفية كما حدث في التسعينيات؟
ومن استنتاجه، نتساءل عن خلفية تخوفه الصريح من زحف الشعب الجزائري على فرنسا ونزوحه من خلال قوارب الموت والهجرة السرية؟ هل المعادلة ميكانيكية لهذه الدرجة ولماذا يسترجع لاسال الان تحديدا اتفاقيات إيفيان في هذه المسألة؟
صحيح أن لاسال شوفيني الى حد ما وأن خطابه سيادي بامتياز لكن مقاربته للجزائرية، على تأزمها الكبير سياسيا واقتصاديا وبشريا، تستدعي منا فهما لخلفيات سياسة فرنسا الجزائرية دبلوماسيا واقتصاديا من ناحية وكذا اتجاهاتها فيما يخص الامن وما يسمى مكافحة الإرهاب و الهجرة غير الشرعية.
وأخيرا، من حقنا التساؤل،وعكس ما ورد في مداخلة النائب لاسال، إلى أي درجة بلغ الاختراق الفرنسي لدوائر القرار في الجزائر عسكريا واقتصاديا؟ وهل بالفعل فرنسا متضررة من الهجرة الجزائرية التي يبدو أن معالجتها في باريس تمر عبر آليات وقنوات وانتقاءات خاصة ومختلفة عن تعاملها مع الهجرات الاخرى؟
هل رسالة لاسال كانت موجهة بالفعل للوزير الأول الفرنسي ام هي رسالة فرنسية على لسانه لدوائر أخرى في فرنسا والجزائر من أجل إدارة مرحلة ما بعد بوتفليقة والڨايد صالح؟
فضيل بوماله

مقالات ذات صلة

إغلاق