آراء وتحاليلدولي

كتاب “نار وغضب” يزلزل البيت الأبيض الأمريكي .. بقلم راضية بوديسة

صدر قبل موعده
كتاب “نار و غضب” يزلزل البيت الابيض

خوفا من منع نشره، صدر مبكرا، الأمس الجمعة كتاب “نار وغضب: للمؤلف مايكل وولف، الذي كان مقررا نشره الثلاثاء القادم.
أثار الكتاب ازمة سياسية شديدة، بدخول ترامب وبانون في مواجهة مباشرة، بعد ان نشر مؤلفه مقتطفات منه، يوم الاربعاء الماضي ، تضمن تصريحات لمستشار البيت الأبيض السابق ستيف بانون، تناول كواليس نجاح ترامب في الانتخابات الرئاسية، وتخص حياته السياسية و العائلية.
شن ترامب هجوما عنيفا على مؤلف الكتاب مايكل وولف في تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قال “..انه لم يسمح لهذا الكاتب المزيف ان يقابله، وأضاف أن كتابه يغص بالأكاذيب والتحريف وينقل عن مصادر غير موجودة”. عبر تغريد اخرى يقول ترامب ” ..الكاتب فاشل، واخترع قصص ليبيع كتاب ممل وكاذب، وأنه استخدم القذر ستيڤ بانون، الذي بكى عندما فُصل من البيت الابيض، وترجى ان نُعيد له وظيفته، ليكتب الكتاب.”
ووفق بعض مقتبسات الكتاب، أن ترامب وعائلتَه لم يتوقعوا أن يفوز بالرئاسة، بل أرادت العائلة استخدام خسارته المتوقعة لزيادة شهرتها وثروتها.
عن الشرق الاوسط، ورد في الصفحة 29-3من الكتاب على لسان ستيفن بانون “..اترك الأردن تأخذ الضفة الغربية، واترك مصر تأخذ غزة. اتركهما يتعاملان معهما. او ان يغرقان وهما يحاولان .. السعودية على حافة الهاوية ومصر على حافة الهاوية، كلهم لديهم رعب من بلاد فارس.
اليمن، سيناء، .. هذا الشيء سيء … هذا هو السبب في أن روسيا هي المفتاح”
حسب الكتاب، تباهى ترامب انه هو وجاريد كوشنر مهندسا “التطهير السياسي” الذي حدث في السعودية وقال “لقد وضعنا الرجل الذي يخصنا على القمة” كان يتحدث عن ولي العهد السعودي.
قال (بانون) عن الصين » .. العدو الحقيقي هي الصين. .. الصين هي كل شيئ… لا شىئ اخر يهم .. ان لم نحسن التعامل مع الصين، .. لن ننجح في اي شيئ اخر.. كل شيء بسيط جدا، الصين هي الآن حيث كانت ألمانيا النازية من 1929 الى 1930 ” و اضاف بانون ” .. الصينيون، مثل الألمان، هم أكثر الناس عقلانية في العالم، حتى أن نرى أنهم ليسوا كذلك … حيث سوف ينقلبون مثل ألمانيا في ثلاثينيات من القرن الماضي .. عندها سيكون هناك دولة قومية مغالية، وبمجرد أن يحدث لا يمكنك وضع الجني مرة أخرى في زجاجة.”صفحة 32-33 من الكتاب.
يقول وولف في كتابه “.. تخطط إيڤانكا لدخول البيت الابيض كأبيها في يوم من الايام كرئيسة. الباقون يستفيدون من وجودهم في البيت الابيض للحصول على وظائف جيدة فيما بعد. البعض يعتقد طالما أن لا مصيبة حصلت خلال سنة حكمه، فلم لا يستمر سنة اخرى.” و يضيف ” .. الخلاف الوحيد الذي نشب بين إيڤانكا وزوجها جاريد، كان لأن جاريد اتهم ستيڤ بانون بمعاداة السامية.. كما استاء جاريد جدا عندما قال عنه ترامب انه سيحل مشكلة الشرق الاوسط لانه “يعرف كل نصابين اسرائيل”.
منع السلمين من دخول امريكا، لم يكن قرار ترامب حسب الكتاب، بل كان من تصميم ستيف بانون ” .. خطط بانون مستشار ترامب، ان يكون اعلان القرار يوم الجمعة حتى يتسبب باكبر قدر من الإضطراب في المطارات. وأن يؤثر على الناس الذين كانوا في الجو على متن طائرات ومن ثم وقفهم عند دخول امريكا.. ” كما جاء في الكتاب ” ..كما خطط ان يكون المنع يوم الجمعة لانه قبل اجازة الاسبوع، وهذا يعني ان اكبر عدد من الناس سيتمكنون من الذهاب للمطار والتظاهر.. اراد بانون ان يذهب كل ليبرالي امريكي للمطارات .. وبذلك يقسم أمريكا الى أمريكتين: امريكا ترامبية وأمريكا ليبرالية، وبهذا يصبح الفرق واضحا بين البيت الابيض وكل من يعارض ترامب.”
تكلم الكاتب قي الصفحة 26 عن مقاييس اختيار ترامب لمن سيُعينهم في المناصب “.. طرح جاريد اسم جون بولتون لمنصب مستشار الأمن القومي.. فرد وبانون بأن شاربه كثيف جدا و ترامب لا يحب الشوارب. رد جاريد ان بولتون صعب تقبله وخاصة انه طارد سيدة في بهو فندق .. اذا سيقبله ترامب، رد بانون!”
من ضمن ما جاء في الكتاب “.. ترامب يتصرف دون العودة لمساعديه، وصدموا عندما فصل رئيس مكتب التحقيقات الفدرالية. مرعوبون ان يتصرف هكذا مع شمال كوريا اذا قرر بعقله المحدود ان يلقي قنبلة عليها..” فالكتاب لا ينقل ما يتناوله الجميع فحسب، وهو ان ترامب لا يصلح للحكم، ولا أن كل من حوله يدركون هذا، بل يؤكد أن معظم من حوله يعجزون عن السيطرة على تصرفاته. يستخدمون لفظ “Idiot ” لوصفه اي “الأبله”.

راضية بوديسة

مقالات ذات صلة

إغلاق