الأرشيفثقافات

ثرواتنا:كوثر تحكي عن المكتبات التي تأبى أن تموت

في وسط  المدينة المتوسطية الرمادية ،على أعتاب فصولها الشتوية ، أين تتقاطع العمارات الأوروبية مع أسوار القصبة العالية ، تبدأ حكاية مكتبة!مكتبة في مدينة ليس كباقي المكتبات…

ترسم الروائية كوثر عظيمي في آخر إصدار لها عن دار برزخ عمل روائيا (ثرواتنا ) لحظة ميلاد ثروتنا الحقيقة و هو اسم المكتبة كما تحكي عن آخر أيام غلقها… 2017 شارع (شاراس) سابقا و حماني حاليا،مكان يملك ذكريات و حكايات و أحزان أيضا، تتحول تلك المكتبة إلى مشروع بيع الفطائر في إطار تنازل الدولة عن الممتلكات الثقافية ، يحاول عبد الله آخر حارس ذلك المعبد المعرفي أن يقاوم عملية البيع لكن إصرار الدولة لن يوقفه أحد قال عبد الله ل المالك الجديد؛ لن تغلق مكتبة شارلوا فرد عليه انت هو شارلوا و كان عبد الله يقصد مؤسس المكتبة ادوار شارلوا و ليس الممثل الفكاهي.تعيدنا خولة إلى لحظات الأولى ل تأسيس المكتبة من حلم إلى فكرة إلى التجسيد عبر ملاحظات كان يوثقها شارلوا ادوار ،لكن لماذا هذا الاهتمام ، في الحقيقة المكتبة كان لها أبعاد إنسانية ، كانت نقطة لالتقاء الأجناس، مدرج الضعفاء و نقطة تقاطع الأقلام و منبر الحوار ، تجمع بين المتنوع اللغوي و نشر الأعمال باللغة العربية و الفرنسية ،ما جعل النظام الكولونيالي يعادي هذه المكتبة ، بالأخص نظام فيشي في الأربعينات و المنظمة الخاصة في  الستنيات،

2017 شاء القدر أن يختار رياض شاب جزائري يدرس ب فرنسا تستند إليه مهمة تحطيم أسوار المكتبة بما فيها من كتب و ذكريات و صور و إنشاء محل بيع الفطائر..رياض الذي لا ذاكرة له ماعدا كرهه لهذه المدينة المتسخة العفنة يرمي كل شيء في المزبلة لا يعبء،ب الصور الأبيض و الأسود و لا وثائق البير كامو و لا أرشيف جو عمروش و لا اشاعر سيناك. و يا لصدف يروي ادوار في مذكراته كيف تعرض المحل في 1961 إلى التخريب و الاتلاف و التفجير على أيدي المنظمة المتطرفة OS في رمزية واضحة بين الأمس و اليوم تقف خولة عظيمي في محطات تاريخية لها ارتباط نفسي و زمني مع المكتبة 1930 احتفال بالمىوية 1945 المجزرة 1954 اندلاع الثورة 1961 مجارزOS 2017 تغلق المكتبة شارع شارس او حماني حاليا تبقى الازقة و الشوارع و الحيطان و تمحى الذاكرة ب فعل الغباء و الجهل و التنكر !

لشموت عمار

مقالات ذات صلة

إغلاق