آراء وتحاليلالأرشيفسياسةوطني

بعد الورود..تبون يواجه موسم الأشواك!

 

يكفي أن يقرر المرء  في الجزائر،أن يتوقف عن متابعة الأحداث لمدة أسبوع لأي سبب كان،كي يجد عند عودته الطاولة مقلوبة رأسا على عقب.ويجد الخريطة التي تركها ممزقة الزوايا،والأسماء  التي كان الناس والإعلام يهللون لها تعاني من نيران صديقة.

 

يصنع الوزير الأول عبد المجيد تبون منذ توليه منصبه خلفا لعبد المالك سلال الحدث بشكل  دوري.فبعد دخول قوي حاول فيه القضاء ولو رمزيا على تركة الوزير الأول الضاحك،وهذا بالاعلان عن قرارات هامة، بقيت بعضها في خانة الإعلان، وجُسد البعض الآخر، الشيء الذي لفت إنتباه الرأي العام،وجعل الصحافة الجزائرية تشرع في صناعة صورة قوية لعبد المجيد تبون.بعنوانين براقة، وتحاليل  عاطفية ،جعلت الفايسبوك يهتز لصالحه،وإنتشر هاشتطاق #كلنا_مع_تبون!!

ليضاف لهذا دخول وزير السكن السابق في حرب مباشرة مع رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد،المعروف عنه قربه من الدوائر الرئاسية، حرب  كان من الصعب الفصل بين جوانبها الحقيقية ومعاركها الإعلامية والإفتراضية،لكن هذا لم يمنع فئة معتبرة من المعلقين على الشأن العام  وحتى شخصيات  سياسية معارضة من التجاوب مع شخص تبون، والأمل في تصحيح حقيقي لسيرورة الإقتصاد الوطني.

وفي خضم  هذا الجو المليئ بالتجذابات وبالتحالفات العلنية والسرية،واصل الإعلام المسموع والمرئي والمكتوب،وكذا صفحات الفايسبوك في قرع طبول المدح للوزير الأول، بل وصل بهم الأمر إلى وصفه بأردوغان الجزائر وأنتشرت دعوات النصر  والتوفيق.قبل أن تأتي  جنازة رئيس الحكوم الأسبق رضا مالك في مقبرة العالية كصافرة نهاية، حيث إنتشرت التأويلات،و القراءات،بعد أن  شوهد حداد في حديث حميمي مع أخ الرئيس، السعيد بوتفليقة،فيما ظهر الوزير الأول عبد المجيد تبون معزولا. لينهار بعدها صرح إعلامي بني من “كرطون”،نفس الأقلام التي هللت لتبون،صارت تشكك فيه وتتهمه بزعزعة إستقرار البلاد وخلق فوضى مع الشريك الاجتماعي على بعد شهر  من الدخول الاجتماعي لسنة 2017-2018. ونفس الأقلام التى إتهمت علي حداد بالفساد سكتت فجأة.

لنصل الآن وبعد  اللقاء  المفاجئ الذي جمع الوزير الأول  على هامش  عطلته بنظيره الفرنسي  ادوارد فيليب،إلى إنقلاب حقيقي في التناول الإعلامي لأداء وشخص تبون،حيث بلغ الأمر باعلاميين إلى  مطالبة الرئيس بوتفليقة  بتنحيته،وجعله يدفع ثمن هذا اللقاء غير الرسمي ،فرغم بيان مصالح الوزارة  الأولى التي حددت بأنه تلقى دعوة ولم يبادر بطلب لقاء،بقي الاعلام الخاص الموالي للسلطة يشكك في الرواية  الرسمية التي نقلتها وكالة الأنباء، ويلمح أو يتهم تبون صراحة بأنه دبر هذا اللقاء دون علم الرئاسة،وفي ذات السياق إنطلقت بعض الدوائر الإعلامية في رمي بالونات إختبار لأسماء يجب أن تخلف تبون على عجل !!! مشددين على ضرورة عدم منح الوزير الأول أي دور في الرئاسيات القادمة أسبوعين بعد أن نصبوه بطلا وطنيا ومحاربا للفساد.

هذه الوضعية اللاّمنطقية تبين مرة أخرى كيف يسير  أو  يُسير الإعلام الجزائرئ،فنفس الأقلام ونفس المنابر تصنع البطل اليوم وتكاد تخوّنه غدا دون  أي إحترام للرأي العام الذي يتجاوب كل مرة  مع المعلومة ونقيضها ويذهب إلى أين أريد له الذهاب.

جعفر خلوفي

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق