آراء وتحاليلالأرشيفوطني
السياحة في الجزائر…سياسة عرجاء
أين وزير السياحة يا تبون؟
قد يكون ممكنا التغاضي عن ذلك الخطأ الفادح الذي وقع حين تم تعيين مسعود بن عقون على رأس وزارة السياحة ثم إقالته في ظرف يومين، لكن يصبح الأمر غير مقبول تماما حين يبقى منصب وزير السياحة شاغرا لمدة أكثر من شهر وذلك في عز الموسم السياحي، وفي ظل أزمة اقتصادية كان من الواجب فيها الإعتماد على قطاع السياحة كمورد بديل، ولو كان الأمر سيقتصر على تطوير السياحة الداخلية في ظل صعوبة استقطاب السائح الأجنبي للحد على الأقل من خروج العملة الصعبة من الجزائر . فماذا ينتظر أهل الحل والربط من أجل تعيين وزير جديد، وماذا ينتظر تبون للإفصاح عن هذا الإسم الذي صار جاهزا على حد قوله، وهل ذهب قطاع السياحة ضحية توافق لم يحدث، ووسط خلافات ضيقة، وتضارب في الأراء والأنباء.
سياحة أم “بريكولاج”؟
ظل قطاع السياحة في وضعية مزرية منذ سنوات عديدة، يعاني الإهمال وسوء التسيير، وعدم وجود استراتيجية سياحية واضحة المعالم، فإلى متى يظل مفهوم السياحة في الجزائر مجرد كراسي وطاولات تجتاح الشواطئ، أو تهجيرا موسميا لسكان الجنوب إلى المدن الساحلية والقيام بإيوائهم في مؤسسات عمومية كمراكز التكوين المهني والمدارس ودور الشباب، وإلى متى نتكلم عن مشاريع إنجاز هياكل فندقية وتحسين خدماتها ونحن نفتقد حتى لمراحيض عمومية في مدننا، كيف أخفقت الدولة في نص قوانين ترغم التجار على الإبقاء على محلاتهم مفتوحة ليلا لخلق حيوية وديناميكية، كيف لنا أن نطور السياحة بمدن أشباح تغادرها الحياة مع ساعات الليل الأولى ،هل لدولة كالجزائر تحوز على شريط ساحلي ب1400 كم تحصر سياحتها في بضع المدن تعاني الكثافة والضغط، لماذا لم يتم استغلال كامل الساحل، ولم لا يستثمر أصحاب المال في ميدان السياحة، أليس الأمر مرتبطا بعدم وجود تحفيزات ولا رؤية واضحة من الدولة لميدان السياحة، هل حقا وضعت الجزائر السياحة نصب عينيها وقد وصل الأمر بوزير السياحة السابق عمار غول أن يقول بملأ فمه أن الجزائريين سينقذون الموسم السياحي بتونس.
السياحة في الجنوب…في خبر كان
تتمتع الصحراء الجزائرية بسمعة طيبة لدى السائح الأجانب منذ عقود، بوصفها أحد أجمل المناطق الصحراوية في العالم واحتوائها على متاحف طبيعية في الهواء الطلق كالمسار الرابط بين الأهقار والطاسيلي، لكن الإهتمام الحكومي بتطوير السياحة هناك غير كاف تماما، وذلك راجع حسب المسؤولين للهاجس الأمني، فإن كان الأمر كذلك فلماذا مازالت تونس ومصر وتركيا تعتمد على السياحة في ظل العمليات الإرهابية والتفجيرات المتوالية وعدم استقرار الوضع، وهل حقا يتوفر الجنوب الجزائري على ما يكفي من هياكل لدفع عجلة السياحة.
السياحة والثقافة…خلط في الصلاحيات
في الجزائر فقط تتولى وزارة الثقافة إدارة المدن الأثرية والمعالم التراثية في الجزائر، رغم أنه من الواضح جدا أن تلك المدن والمعالم جزء من الثراء الذي يجب العمل من أجل الترويج له لدى السائح الأجنبي فكم من مدينة قديمة ذهبت ضحية خلط في الصلاحيات بين وزارتي الثقافة والسياحة، كذلك يحدث الأمر مع قطاع الصناعات التقليدية حيث تنتقل من وزارة إلى وزارة منتدبة مع كل تعديل، ألم يكن من الأحرى التسويق لهذه المدن القديمة في الصالونات والمعارض وإلى متى يظل الصالون الوطني للسياحة فرصة للوكالات لتقديم عروض لها لتونس وتركيا وماليزيا.
الدرس التونسي..هل حفظناه؟
تعد تونس الوجهة الأولى للجزائريين لقضاء عطلهم، وتشهد المراكز الحدودية ازدحاما كبيرا خلال الفترة الصيفية، فماذا يتوفر في تونس ويغيب في الجزائر؟ ولماذا تجمع كل الأراء أن تكلفة قضاء أسبوع في تونس أقل من تكلفة نفس المدة في الجزائر، ولماذا لم تأخذ الجزائر بالدرس التونسي والحذو بحذوهم من أجل تطوير هذا القطاع الحساس، أوليس للمواطن الجزائري أيضا يد في هذا؟ هل عقلية المواطن الجزائري تتقبل الفعل السياحي وهل يمكن للجزائري أن يعامل السائح الأجنبي بنفس ما يعامله جيراننا، هل سيتفاعل عمال الفنادق والتجار وسائقو الأجرة بنفس الطيبة التي نراها على وجوه نظرائهم التونسيين.
محمد لمين مغنين