آراء وتحاليلالأرشيف

باك 2017:صحافة “التفتيش”في رحلة البحث عن مرشح مفطر!

تحولت بعض القنوات الجزائرية إلى ما يشبه محاكم تفتيش عصرية،حيث لا تترك أي فرصة للمزايدة على الناس، وإظهار المواطنين في صورة المنسلخين دينييا من أجل دغدغة مشاعر المشاهد واللعب على وتر حساس.

شاهدنا منذ انطلاق إمتحان البكالوريا لهذه السنة هيستريا حقيقية من طرف بعض القنوات، موضوعها الأساسي هو “تصوير المترشحين غير الصائمين”.رغم أن موضوع  البكالوريا  يمنح زاويا تناول إعلامية لا تنتهي:المواضيع  ومدى صعوبتها،قضية التأخر بدقائق،إستعمال المواضيع الإحتياطية،التشويش على وسائل التواصل الإجتماعي،ترقب الأولياء،عودة راسبي العام الماضي إلخ.

لكن ورغم كل هذا فضلت صحافة التفتيش أن تتحول إلى لجان “أمر بالصيام والنهي عن الإفطار” عوض ممارسة مهامها الأساسية المتمثلة في الإعلام  وإسماع صوت التلاميذ دون حشر أنفها فيما لا يعنيها.

يعتمد هذا الصنف من “الصحفيين المشايخ” في تقاريرهم، على لغة الوعيد والتهديد،وعلى مفردات دينية قلما يدركون معناها (وما أبعدهم عن مقاصدها) ،يستميتون في لعب دور التقاة،المصلحين،وهم يقدمون تلاميذ يجتازون إمتحانا مصيريا كراقبين لوسائل تواصل إجتماعية لا ترحم.مع كل ما يمثله هذا التصرف الأرعن من خطورة على حالتهم النفسية”

فلم يشفع الجو الحار،ولا الحالة النفسية الصعبة للمرشحين ولا جرعات السكر في أجسادهم من تجنب وصم “منتهكي حرمة الشهر الفضيل “التي يجد “صحفيو التفتيش” متعة لا تضاهيها متعة في وصفهم بها.

فتخيل أنت مترشح لإجتياز شهادة  الباكالوريا،درست طيلة العام،قررت لأي سباب كان (وما أكثرها) أن لا تصوم يوم الإمتحان تجد نفسك محروما من شربة ماء في ساحة مدرستك لأن كاميرا “قناة_الوعاظ” تترقبك وتنتظر أن يبلل الماء حلقك كي تصرخ..فضيحة!

مقالات ذات صلة

إغلاق