كشف الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم بوقرة سلطاني عن رأيه حيال النقاش الجاري حول تشكيلة الحكومة القادمة على صفحة فايسبوك قائلا بأن “حكومة سياسيّة بقاعدة موسّعة المصلحة الوطنيّة اليوم تقتضي دعم البرلمان الفسيفسائي الجديد بحكومة سياسيّة قويّة واسعة القاعدة ( لا تهمّ تسميتها ) . تتشكّل أساسا ممّن احتلّــوا المراتب الأولى في الاقتراع الانتخابي الوطني الأخير ( يقصد جبهة التحرير الوطني،التجمع الوطني الديمقراطي،حركة مجتمع السلم)، مع ضرورة إشراك بعض التكنوقراط وبعض الكفاءات الوطنيّة لمواجهة التحدّيات القائمة والقادمة ، واستبعاد توتّريْن ضاغطيْن سيصيران بعد حين من الماضي ؛ فالجـزائر فوق الرؤوس والرؤساء : ـ ضغط نتائج تشريعيات 05 مايو المخيّبة لآمال البعض . ـ وضغط دعاة التغيير العاجل بالنيّات التي تعوزها الإمكانيات ، ودعاة رفض الواقع بخطاب عار من الواقعيّة ، وضغط الذين عجزوا عن تحريك أشواق 63،64 بالمائة من المستقيلين من الحياة السياسيّة .
إنّ تجربتي المتواضعة في هذا المضمار تسمح لي بأن أتصـوّر إطارا واقعيّا لشكل لحكومة المرتقبة ذا أربعة أضلاع متكاملة وطنيّا ولكنها غير متساويّة سياسيّا . ـ ضلع الاستمرارية : لضمان الاستقـرار والأمن العامّيـن وتأمين السلم الاجتماعي وحماية الوطن من التهديدات الخارجيّة ، واستكمال برنامج التنميّة ، والإبقاء على دور الجزائر المحوري في شمال إفريقيا والمحافل الإقليميّة والدوليّة ، وهي الأوليات التي على أساسها يتم انتقاء أعضاء الجهاز التنفيذي . ـ ضلع المواءمة بين السياسي والتكنوقراطي : بإشراك الأحزاب الفائزة بالمراتب المعتبرة سياسيّا ، مع مراعاة الكفاءة والخبـرة والتنـوّع .. لانتقاء : ” منتخب وطني ” قويّ ومنسجم وقادر على مواجهة ضغط الجبهة الاجتماعيّة وإدارة تقلبات السوق النفطيّة واستيعاب انتظارات الشعب وطموحات الشباب .. ـ وضلع رجال الدولة : خارج منطق الأغلبيّة الحزبيّة والمحاصصة الانتخابيّة ، لتتكامل الكفاءات الوطنيّة مع طموحات الشباب لمواجهة التململ الاجتماعي ، والمحافظة في الوقت نفسه على الاستمرارية التي تعمل الحكومة على ترسيمها كآليّة لمواجهة التحديات التي يرتقبها المجتمع الجزائري خلال سنتيْ 2018 ـ 2019 . ـ
ضلع التوازنات الكبرى : التي دأب رئيس الجمهوريّة ، منذ استلامه مقاليد الحكم سنة 1999 على مراعاتها تكريسا لسياسة : ” لكل مواطن فرصتُه في خدمة الجزائـر” . وقد سبق له أنْ جمع في حكومة واحدة مختلف ألوان الطيف السياسي من : الجبهة إلى التجمّع ، ومن النهضة إلى حمس إلى الأرسدي . إلى بعض التكنوقراط وبعض رجال الدولة من الخبراء وأهل التجربة . من أركان الوطن الأربعة . أحسب أنّ المؤشّرات كلّها تؤكد على أن خيار الاستمراريّة هو السيناريـو الراجح على باقي السيناريوهات المراهنة على التغيير الطفـراوي غير الواقعي حاليّا ، بسبب الوضع الاقتصادي الهشّ ، والجبهة الاجتماعيّة المتوترة ، والشركاء السياسيين الذين اتفقـوا على ألاّ يتفقــوا ، ولكنهم متفقون ـ من حيث المبدأ ـ على حماية ثوابت الأمة وعلى وحدة الجزائر وأمنها واستقرارها وسيادتها .. ورفض كل أشكال التدخّل الخارجي ، واستكمال بناء الدولة الوطنيّة التي رسم معالمها بيان أول نوفمبر 54 . وكلها مكاسب تاريخيّة وإنجازات سياسيّة وإرث مشترك بين جميع الجزائريين ، تُشكـر عليه الموالاة والمعارضة والمشاركون والمقاطعون والعازفون .. وسائـر أفراد الشعب بمـن فيهم جاليتُنا في الخارج . وعلى الفريق الحكومي القادم أن يعي هذه الحقائق . وإنّ غدا لناظـره قريب .”