آراء وتحاليلالأرشيفسياسة
حملتكم رديئة ياسادة !
إنتهت الحملة الانتخابية..
فضّلت أن أبدأ بهذه الجملة كي لا يفر الناس من بقية المقال،بعد أن تابعوا أو لنقل بعد أن تحمّلوا ما سميناه جزافا بحملة إنتخابية.
قام المترشحون لهذا الاستحقاق بتحويل الفعل السياسي والتنافس البرامجي، إلى مضحكة حقيقية،21 يوما، كل يوم بنكتة،بشتيمة،بتهديد،بكارثة.كنا كصحفيين نتوجه بعد كل تصريح ينسب لرئيس حزب أو شخصية سياسية إلى موقع “المنشار” الساخر. لكي نتحقق إن كنا أمام خظاب سياسي أم أخبار هزلية في أفريل (شهر الكذب)..فمن بوطولات هذا،إلى حسابات رقمية موغلة في السطحية لذاك،إلى علماني تحول إلى مُطالب بقمع الحريات الدينية كي تُصفق له الجموع، إلى غيرها من تصريحات وأفعال توضع في خانة “الهرولة السياسية”.
فطيلة أسابيع الحملة تنافس المرشحون على تقديم وعود خرافية،حالمة،غير قابلة للتجسيد، تنافسوا في إستغلال الأموات والشهداء دون أي ضمير، تنافسوا في الحديث باسم الشباب وباسم الشعب مرة أخرى، دون تقديم حصيلة عهداتهم السابقة،فعوض التنافس على البرامج وتقديم مقترحات ملموسة من أجل مواجهة الأزمة الإقتصادية القادمة،إنتشر الصراخ،والرقص،وأعاد “فرسان الحملة” رسكلة كل الرداءة التي أدت بنا إلى ما نحن فيه.إلا القلة القليلة منهم.
يا سادة ..تسابقتم إلى تسفيه شباب قاموا بفيديوهات يعبرون فيها عن رأيهم، والكعادة ومنذ بداية الحملة وأنتم تلوحون بالأيادي الأجنبية ،بالخوف، بالأزمة، بالويل القادم في حال لم يصوت الناس ..ببساطة نعم هكذا جعلتم الضحك على ذقون الناس واللعب على وتر الخوف، برنامجا إنتخابيا تُعلق له الأعلام وتحشد له الصالات وترفع فيه أصوات الأناشيد.
حاولتم خلق جو رعب وترهيب، عوض الدفع بفسحة أمل، عوض مصارحة الناس والكف عن الوعود القديمة السمجة ، لا لم تنجحوا في تحويل معسكر إلى كاليفورنيا.
لكنكم نجحتم بشعبيوتكم، بكلامكم الفارغ، بمستوى خطابكم المتدني (المكركر!!)..في إبعاد الشعب أشواطا أخرى عن الفعل السياسي، في وقت يجب أن يشارك ويساهم الجميع في مرحلة ما بعد النفط التي لن تبعدها مهرجاناتكم الشعبية المنظمة، بكذا وكذا “سوندويش”.
يا سادة..في مرحلة حساسة،ولحظة حرجة في تاريخ الجزائر لم تكونوا في المستوى، سعيتم بكل ما فيكم من قوة للمنصب فحسب بكل الوسائل، لم تتركوا المقابر ولا صور الشهداء، شوهتم المدن بصوركم العشوائية، ألوانكم المقرفة وشعاراتكم الركيكة، نفرتم الناس بأبويتكم المقيتة،ببعدكم التام عن واقع الشاب البسيط الذي لم ترو فيه إلا جسدا يملأ فراغ كرسي في قاعة تجمعات..
جعفر خلوفي