الأرشيفثقافات

فريد سمع الله..وجه مضيء في قصبة الجزائر.

داخل ورشته الصغيرة، في حي القصبة العتيق، يستقبلنا فريد سمع الله، بوجه ضاحك وكلمات عاصمية رقيقة كحال أبناء القصبة، الحديث مع حرفيي القصبة ذو شجون، قصص لا تنتهي، وحكايا تأخذك بعيدا في تاريخ القصبة، في هذا الحوار يروي لنا فريد حبه لحرفته، تعلقه بالقصبة، والعراقيل التي تحول دون عودة الحياة لأزقتها.

كيف بدأت قصتك مع  حرفة الرسم والزخرفة الفنية، وهل هي متوارثة في العائلة؟

بدأت هذه الحرفة وأنا أبلغ من العمر 15 سنة، كنت أمتلك موهبة في الرسم منذ الصغر،ثم واصلت التعلم مع أستاذ متخصص في الزخرفة الإسلامية، الراحل مصطفى بن دباغ،كنت أرتاد منزله لسنوات من أجل صقل موهبتي.

ما واقع مزاولتكم لحرفكم داخل قصبة الجزائر، وكيف يتم تسويق منتوجاتكم؟

في الحقيقة، لا نستطيع الإعتماد بشكل كامل على السياح القادمين لزيارة القصبة، فالبعض منهم يكتفي بزيارة المعالم والتقاط الصور دون الدخول لمحلات الحرفيين لاقتناء أشياء للذكرى، نعتمد ربما بنسبة 30 بالمئة على ما نبيعه هنا في القصبة، فيما تكون المداخيل الأخرى من اشتغالنا مع جهات أخرى، عمومية وخاصة وكذلك عرضنا لمنتوجاتنا في معارض ومحلات للصناعة التقليدية، كما نشتغل مع أشخاص يرغبون في تزيين منازلهم بزخارف توافق فن العمارة الإسلامية.لكن تبقى شبكات التواصل الإجتماعي أكبر جالب للزبائن عبر صفحتي الشخصية التي أعرض فيها منتوجاتي ونالت إعجاب الكثيرين.

كيف ترى مستقبل تواجد الحرفيين على مستوى قصبة الجزائر؟

 الحرفيون المتواجدون حاليا في القصبة يعدون على أصابع اليد، ربما مشكل ورشات القصبة هو صغرها، فبعض الحرفيين يفضلون مساحات أكبر، فالبعض يمتلكون ورشات في أماكن أخرى ويتخذون من محلات القصبة مكانا للعرض فقط، فما لاحظته من خلال تواجدي اليومي في القصبة، توافد كبير للسياح الجزائريين من كل ولاية، إذ يمكن تقديرهم بحوالي 100 سائح في اليوم خاصة في أيام نهاية الأسبوع والعطل الرسمية، كما أن بعض المدارس تقوم بتنظيم زيارات للتلاميذ من أجل اكتشاف القصبة، وكذا بعض المؤسسات التي تبرمج زيارات لموظفيها، وكنت أشتغل كدليل سياحي معهم.

تم تحويل صلاحية تسيير القصبة من وزارة الثقافة إلى مصالح ولاية الجزائر، هل ستستفيد القصبة من هذا القرار؟

أصدقك القول أنني أظن أنه قرار صائب، فالكثير من الأشياء تحسنت في مدينة الجزائر في عهدة الوالي الحالي عبد القادر زوخ، والذي قام بزيارة في اليوم الوطني للقصبة أين تم التسليم الرسمي لمشروع تسيير القصبة لولاية الجزائر، ننتظر من الولاية إلتفاتة فعلية لهذا الصرح التاريخي قبل فوات الأوان.

كحرفي في قصبة الجزائر، ماهي أبرز العراقيل التي تواجهها؟

صراحة،المشكل الأكبر هو المحلات المغلقة والتي لا يمكن إيجارها بسبب خلافات في الإرث بين ملاك العقارات، إذ تجد عدة أشخاص يشتركون في محل واحد فيبقى المحل موصدا مما يشوه كثيرا وجه القصبة، ويعرقل الحركة التجارية فيها.

لو تكلمت القصبة، ماذا ستقول؟

السؤال يسبب ألما كبيرا في نفوس أبناء القصبة، القصبة تعاني كما ترون، لم تبق القصبة الجميلة التي يعرفها الناس، إنها حقا تعاني.

هل حان الوقت لأبناء القصبة أن يقومو بواجبهم دون انتظار السلطات؟

نعم، على أبناء القصبة أن يقتنعو أنهم يعيشون داخل مدينة أثرية تاريخية، لها مكانها في التاريخ العالمي، يجب أن تتظافر الجهود من أجل إحياء هذا الصرح الذي يواجه خطر الإنهيار.

 

 

مقالات ذات صلة

إغلاق