رحلات جزائري في ربوع إفريقيا
كتاب للإعلامي الرياضي نجم الدين سيدي عثمان، يصدر عن “دار الأمة” بمناسبة المعرض الدولي للكتاب.. الإصدار كان حصيلة لزيارات متكررة لعشر دول إفريقية، مشاهدات وقصص لخّصها الكاتب في 280 صفحة، وخصّص لكل بلد 28 صفحة، وفي كل صفحة عبق قادم من عمق معايشته للأحداث عن قرب، ما جاء في الكتاب كان خلاصة 137 يوما في إفريقيا، التقط نجم الدين سيدي عثمان تفاصيلها بعين ثاقبة، فكانت سردا للمكان والزمان، ورصدا ليوميات الإنسان الإفريقي بطريقة خاصة، وسفرا افتراضيا للقارئ إلى مالي وليزوتو وليبيا والسودان ومالاوي وبوركينافاسو وجنوب إفريقيا وغينيا الاستوائية والبنين وتنزانيا، مقتحما بذلك في إصداره الأول نوعا أدبيا نادرا في المشهد الجزائري، إنّه أدب الرحلة الذي هجرته الأقلام الجزائرية إلاّ بعض الاستثناءات، فأتى هذا الإصدار ليكون أوّل كتاب جزائري يتصالح مع البعد الإفريقي. ويمد يده لعوالم الفسيفساء الإفريقية.الكتاب رحلة من غير تأشيرة، نجوب فيها أرجاء القارة السمراء من دون حدود، نتخطى فيها أدغال وحواضر عشر دول، في كل بلد شحنة كبيرة من الذكريات والمغامرات، وحزمة من الحكايا والطرائف، احتضنها نجم الدين سيدي عثمان بطريقة مبدعة وأسلوب جميل، فكان جامعا للرواية والشعر والفن، ممزوجا بلمسة إعلامي رياضي، نجد بين جنبات الكتاب حديثا عن كأس العالم وكأس إفريقيا والربيع العربي وفيروس الايبولا، قصص عن مدن إفريقيا، عن عادات الشعوب، عن السحر والشعوذة، ونغوص في عمق قارة العجائب،وصفة سحرية جعلها نجم الدين سيدي عثمان نافذة بعين جزائرية ترصد مختلف الأحداث.
إختار نجم الدين سيدي عثمان أن يتخذ من كتابه منبرا لسرد مشاهداته ومقاربته لما عايشه، لذلك نجد في الكتاب حديثا في شؤون الرياضة وخوضا في أمور السياسة وتعريجا على الفن، وتلميحات في التاريخ، ووصفا للجغرافيا، يحكي عن سفرته للسودان التي دخله بلدا وخرج منها وهي بلدين، يروي قصة شخصية وقعت في غينيا الاستوائية، يسرد عن ليبيا وهي على أبواب الثورة، ويذكر قصة ساحر مالي وطرائف المشعوذين في ملاعب إفريقيا، وعن المغتربين الجزائريين في بلد العم مانديلا والكثير من الإنطباعات التي يحتويها الكتاب الذي يعدّ تجربة إنسانية فريدة من نوعها، وإضافة نوعية للمكتبة الجزائرية في هذا الصنف الأدبي الذي “يحتفي باللّحظة” بكل أبعادها.