آراء وتحاليلالأرشيف

وصف سعداني للتوفيق ب”الحراز”.. خطأ فني أم خطيئة سياسية؟

يعتقد كثير من العارفين بفن الشعبي، أن الفتنة الحقيقية لهذا الفن العصي عن الاستيعاب، تاتي من الموسيقى، ذلك أن النص الذي يعتمد عليه صعب ومركب، حتى على من غنوه أنفسهم أحيانا، وهذا حسبهم ما يفسر الالتفاف الشعبي حول هذا الفن، رغم ما يتضمنه من لوحات يذهب البعض الى حد وصفها ب “الخادشة للحياء”، ومع ذلك لم تمتنع العائلة الجزائرية من الاستماع اليه مجتمعة دون حرج، وهذا ما يجعل المتابع لكلام الأمين العام للأفلان، أمس، يطرح السؤال حول قصده من توظيف قصيدة الحاج المكي “عويشة والحراز”، المعروفة ب “الحراز”، لوصف الرئيس السابق للمخابرات الجزائرية الجنرال توفيق؟ تُرى هل قصد ما تضمنته القصيدة من صفات دهاء وحكمة وجاه للرجل، وحتى ما حيك من قصص حول الجنرال وجهازه لعقود من الزمن!.

“حراز حكيم من الحجاز ..� وطلع للغرب على البراز �  قاري جردابية ديال رومان الزرق يا فهيم ..

ام ان قوته كانت فيمنار وميسر كذا من حكيم.. �قاري علم التنجيم.. �� وهي الصفات التي مكنته من الاستيلاء على “عويشة” من حضن العشيق (وبالمنطق يصعب على سعداني وصفه بها أو قصدها ولو بالخطأ)؟ وهنا من تكون عويشة في سياق تصريحات سعداني؟! ومن هو العشيق الذي غفل الى درجة استيلاء “الحراز” الحكيم على الحبيبة وسجنها داخل قصره؟! وكيف فشل العشيق قليل الحيلة والتدبير في تخليصها رغم كل خططه؟! ��بقيت نخمم يا فهيم..�  باش نولي عند الحكيم�  هندسته و جبرته رهيب حايل..� مطور بالاشكال� قلت أراسي العبيد � كينفعوا في الحزة غير زيد �جرب فالك إلا هو سعيد ��.

وطبعا، لكن اليس من المعقول ونحن نتكلم عن حراز عويشة القوي ونقاربه من وضع سياسي مسيج بغيمة دخان سيڤار وكثير من الهمس المخنوق لمدة 25 سنة، ان يكون السؤال الأهم كيف هزم العشيق الحراز؟ هل اندس وسط فرقة من النسوة متنكرا بزيهن ليصل إلى مخدعه؟ ومن هي فرقة النسوة التي اندس بينها لهزم

“حراز قديم رهيب فات”؟! ��وحكيت فعاله للبنات ..� قالوا لي الشّيخات �يالعاشق نمشيوا معاك بالرباعة � واثناش من البنات..� غير الخودات الفايزات ..؟

وهل كان سعداني “المتهم” بالغناء طوال مساره السياسي، بين أفراد تلك الفرقة؟!� وهل كانت خطة الخلاص التي برز فيها سعداني أهم مقاتل لصرع “الحراز” متوقفة على سرقة “عويشة” لخاتم السلاك من جيب الحراز؟! كيف سرقته يا ترى؟! ومجددا لا بد من طرح سؤال من هي عويشة!؟ �ترى هل لدى سعداني إجابات حقيقية لهذه الأسئلة، أم أن ما يشاع حوله وحول قصته مع الجنرال “الحراز” التي بدأت بالدهشة وانتهت إلى الاستعراض، انه مجرد “مقاتل” مزيف في حرب وهمية نخسر بها مزيدا من الوقت وكثيرا من الأحلام لصالح فرجة إعلامية تنتهي بما قاله الشيخ المكي في رائعة “عويشة والحراز”:�� غير فراجة وسجية � ما شفت غزالة ولا ضاربت مع حراز �ولا نحمل قوم الدباز.

زهورشنوف

مقالات ذات صلة

إغلاق