آراء وتحاليلسياسة

سياسيون في ميزان الفايسبوك

 

تزداد حُمى التشريعيات حدّة كلما اقترب الموعد المُنتظر،ويتجلى هذا في السباق المحمُوم الدائر حاليا بين أهم الأحزاب الجزائرية من أجل التموقع داخل الفضاء الأزرق “فايسبوك” ،فرغم السُبات الذي تعرفه العديد من الأحزاب في -الميدان الرقمي- مثل جبهة التحرير الوطني التي لم تهتم كثيرا بهذا الفضاء،هناك أحزاب أخرى وشخصيات قطعت شوطا مهما في استقطاب المتابعين بغرض تحويلهم إلى ناخبين أو حتى مناضلين على المدى المتوسط والبعيد.ويأتي رئيس الحكومة السابق على بن فليس على رأس الشخصيات السياسية الجزائرية الأكثر مُتابعة بقرابة مليون ونصف إعجاب،ولقد ساعده تحصله على العلامة الزرقاء من مؤسسة فايسبوك التي تعني بأن الصفحة رسمية وموثقة ما يُسّهل الوصول إليها في محركات البحث.ويمتاز المرشح السابق للرئاسيات بإتباعه أسلوبا رسميا في منشوراته وكذا في صوره التي تُنتقى بعناية شديدة ، كما يتسم خطابه بالجدية والتخطيط المُسبق قبل النشر مع غياب تام للانفعال كما لا تظهر صفحة بن فليس أي جانب شخصي غير سياسي للمعني،وقد يُعاب على مسيّريي الصفحة نقلهم لذلك الأسلوب الثقيل نوعا ما لجيل رقمي يريد أن يُخاطب بأسلوب أكثر سلاسة وأقل تعقيدا ورسمية كما هو الحال في صفحة رئيس حزب طلائع الحريات الذي يظهر جليا بأنه لم يتحرر بعد من السياسة الاتصالية الرسمية التي مارسها لسنين عديدة في مختلف المناصب الهامة التي تقلّدها.
من جانبه ينطبق على الأمين العام للتجمع الوطني الديقمراطي أحمد أويحيي المثال القائل “أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا” حيث بدأ أويحيي مؤخرا بنشر كتائبه الالكترونية في الفايسبوك منظما دورة تكونيية في تقنيات الاتصال على شبكة الأنترنت من أجل اللّحاق بمن سبقوه في هذا المجال ،كما حمل مدير ديوان رئاسة الجمهورية خطابه المُحذر دائما من أيادي أجنبية و دسائس خارجية إلى الفايسبوك،متخليا في نفس الوقت عن بعض الرسميات خاصة في صوره حيث يمكن أن نجد مسيّريي الصفحة ينشرون صور الأمين العام مع بعض الشباب في الطرقات وهي طريقة اتصالية معمول بها تهدف أساسا لكسر الحواجز الهائلة الموجودة بين الرسميين والشعبيين في الجزائر.
في ذات الصدد يُعتبر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري أحد أهم الأصوات الفاعلة في الفضاء الأزرق بعدد متابعين يقارب المائة ألف،ويبدو أن السبب الرئيسي لعدم ارتفاع هذه النسبة هو غياب ترسيم الصفحة من طرف مؤسسة فايسبوك. لكن رغم قلة المتابعين مقارنة ببن فليس مثلا يبقى التفاعل والانفعال في بعض الأحيان سمة بارزة في صفحة الدكتور مقري الذي قد يحدث أن يدخل في نقاش مع أحد المعلقين بسجيته ودون رسميات ،كما يحذف في بعض الأحيان مسيرو الصفحة بعض المنشورات التي تثير جدلا واسعا أو رفضا من طرف المعلقيين خاصة وأن صفحة مقري يعلق فيها فيها مساندوه ومعارضوه. ومن الناحية الاتصالية يتفاعل مقري مع معظم الأحداث الدولية والداخلية السياسية التربوية وحتى الرياضية  بشكل دائم ومستمر يمنح صفحته درجة تحيين مُعتبرة تليها نقاشات متعددة ،كما قام رئيس حمس مؤخرا بإظهار جوانب شخصية من حياته كصور مع والدته أو صور زواج ابنته وكذا رحلات الصيد وغيرها وهي كلها منشورات حققت أعلى نسب مشاركة وتعليق وموافقة من طرف المتابعين الذين وجدوا فيها نقاط تقاطع مع مقري.
كما هناك رؤساء أحزاب آخرين يملكون صفحات فايسبوك مثل رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية محسن بلعباس ورئيس حزب جيل جديد سفيان جيلالي  وغيرهم لكن غالبا ما ينشرون بيانات أو مقالات صحفية الشيء الذي يحُد من نسبة التفاعل. في حين يصعب العثور على العديد من الأصوات السياسية الجزائرية في الفايسبوك أو في تويتر في صورة تبين مدى تخلفنا عن ركب الاتصال الحديث.
جعفر خلوفي

مقالات ذات صلة

إغلاق