وطني
متلازمة ستوكهولم … المنظومة المسكينة !!
كثيرا ما أتعاطف مع الظالم و مع من أساء لي !!! … يقول صديقي المتخرج حديثا من الجامعة الجزائرية أكرمكم الله … تخصص علم النفس… و لا أدري لما أملك بعض مشاعر السخرية من الأطباء النفسانيين … أقول لكل شخص يملك الشجاعة في تضييع يوم كامل من اجل زيارة طبيب نفسي … و الجلوس على كرسي و تبادل الحوار … و دفع مبلغ مالي لشخص أخر يدعي أن له حلول لمشاكلك النفسية … مرضك هو الغباء … و العلاج منه سهل جدا … اشتري قلم و كراس و اكتب … أنا غبي …ألف مرة و ستشعر بتحسن … لا تسخر من الطريقة فهي مجربة …صاحبي هذا قال … إن حالتي النفسية تصنف ضمن ما يسمى بمتلازمة ستوكهولم … و راح يشرح لي بأسلوبه الممل … هي حالة نفسية تجعل الإنسان يتعاطف مع من أساء إليه و تجعل الرهينة تتعاطف مع المجرم … و كثير من الكلام الذي لم يرق لي و لم أبالي به … فأنا إنسان و أتعاطف مع الآخرين سواء حيوانات أو بشر أو جماد …..و حتى منظومات حكومية … اليوم أجد نفسي أغرد خارج الحزب … و أتعاطف مع المنظومة الجزائرية من رئيسها إلى أخر رئيس بلدية منسية في الحدود الجنوبية المالية …. سيتهمني الجميع بالعمالة للسلطة … و أو ”بالشيتة” من اجل مصالح شخصية … لكن أنا أملك مبرراتي لذلك … المنظومة الحالية بين مطرقة الرأي العام و بين سندان المعارضة …و اقصد هنا المعارضة الحقيقية …التي تمارس بطرق غير شرعية و لا تملك مكاتب و لا أحزاب …تمارس في السوق السياسية السوداء …في المقاهي و الفايسبوك بعيدا عن أقلام و كاميرات إعلام الإشهار العمومي …. لا المعارضة المعتمدة رسميا … المعارضة المعروضة لكي تعارض … تسب المنظومة نهارا و تنام في أحضانها ليلا !!! … أنا أتعاطف مع هذه المنظومة المسكينة التي تسهر جاهدة من أجل إدخالنا الجنة !!! … فإن الله مع الصابرين …و ذكراها تجعلنا نكثر من الذكر و الاستغفار …. فلماذا كل هذا التهجم على منظومتنا التي تدخل لنا السعادة بطاقمها الحكومي المرح و الهزلي … فكم هي مقاطع الفيديو التي تم تركيبها لوزرائنا …لقطات أضحكتنا في أصعب الأوقات … الآن لابد من رد الجميل لهذه المنظومة الفريدة من نوعها …و لا يجب استغلال كل القضايا كبيرها و صغيرها لمهاجمة هذه المنظومة … فلنترك بعضها لتستغله السلطة و تهاجم الأيادي الخارجية … أحيانا يجب إعطاء المنافس الضعيف بعض الفرص لإدراك المتعة قبل النتيجة … فلنكن عقلاء ولو لمرة واحدة … المنظومة تعمل جاهدة في مشاريع كبرى و تسهر من اجل ربط علاقات قوية مع دول عظمى … و تفكر في استثمارات عملاقة من اجل رفاهية أولادنا … و هذه الخمس وعشرون كلمة الأخيرة ليست من أفكاري و إنما اقتبستها من لسان حكومتنا ….. المنظومة ارتقت كثيرا على مشاكلنا البسيطة … ”الزبل” ”الناموس” ‘الجرب” “القمل” “المواصلات” ”محاربة الجريمة” ”الطرق المهترئة” و” انعدام مياه الشرب”… مشاكل تسبب لمنظومتنا حرجا كبيرا أمام ”لجناس” إن تم تدوينها كأهداف تطمح لتجاوزها خلال الخماسي القادم !!!
بقلم ولاج محمد