آراء وتحاليل
المعارضة وشهادة الزور
إنعقد يوم الأربعاء 27 جويلية الماضي الإجتماع العادي لهيئة التشاور والمتابعة، لكنه تحول إلى إجتماع غير عادي حيث أن الإنتخابات البرلمانية وما استحدث من قوانين أصبحت جدول أعمال الإجتماع، وطغى على الإجتماع مناقشة المشاركة من عدمها وتبين أن هناك تباين كبير بين مواقف الأحزاب فبن بعيبش قال أنه جاهز للدخول في الإنتخابات في 30 ولاية لكنه يقترح تجميد النشاط الحزبي لمدة عام على الأقل، وقال الأمين العام للنهضة أنه مع المقاطعة إذا إلتزم الجميع بذلك ،واقترح بن فليس أن يتم تأجيل مناقشة المشاركة إلى الدورات القادمة وذلك رغبة منه في ربح بعض الوقت ، كما أوضح عظيمي أن القوانين الأخيرة جاءت للحد من اكتساح محتمل لحزب الطلائع، هنا تأكد أن الطلائع ستشارك في الإنتخابات البرلمانية وكذلك حمس،حيث قال مقري علينا التوجه إلى المواطنين في عمل جواري كما صرح أبو جرة في ما بعد بأن الحركة لا يمكنها التخلف عن الإستحقاق الانتخابي، أما جيلالي سفيان فقد رافع لأجل المقاطعة قائلاً (لا يجب أن نعطي للنظام القائم الشرعية بدخولنا الانتخابات) هنا يرجع بي الزمن عندما شارك جيلالي سفيان في المجلس الوطني الانتقالي الذي أقامه الانقلابيون بعد انقلاب 92، عجبا لكم كيف تحكمون؟ منقلب على الشرعية لا يريد أن يعطي الشرعية لنظام لا شرعي ، معادلة جديدة في السياسة، وخلاصة هذا الإجتماع أن أرضية مازفران 1و2 متجهة إلى الزوال وأن بعض الأحزاب ألفت وأدمنت التواجد في المجالس المنتخبة كما أن بعضها يجد في تواجده داخل المجالس المنتخبة تمثيلاً له على أرض الواقع بينما ما تأخذه هذه الأحزاب لا يعدوا أن يكون كوطة لا غير، هذه الانتخابات التي كنا نعتبرها إهدارا للوقت ما لم تكن نزيهة وشفافة ،ولكن بعد التعديلات الأخيرة في قوانينها فإننا نعتبرها شهادة زور لكل من شارك فيها سواءاً كان مترشحا أو مُنْتخبا أو عاملا على سيرورتها أو حارسا لمكاتبها أو إداريا في إدارتها اولجنتها كلهم شاهدو زور….. قولا واحداً، وجبت مقاطعة الإنتخابات مالم تستجيب للمعايير الشفافية من لجنة مستقلة لمراقبة الإنتخابات غير معينة و اعادة النظر في القوائم الانتخابية وتحييد الإدارة وإعفاء وزارة الداخلية من تنظيمها وإشراف قضائي…. إلخ المعارضة مطالبة بإتخاذ موقف مشرف إذا أرادت أن تبقى لها بعض الشعبية التي هي في تناقص يوما بعد يوم وعليها أن تعود لأحضان الشعب لا الإرتماء في حجر النظام الذي يعزف منفرداً لا يأبه بأحد ولا بحزب ولا بشعب فكل همه هو نيل رضا أسياده لا غير ، من أجل ذلك نقول أن المعارضة إذا شاركت في الإنتخابات القادمة فهي شاهدة زور.
فاتح بن حمو